

في التطورات الأخيرة، أحرزت أرمينيا خطوات كبيرة في تعزيز مشهد الأمن السيبراني لديها. يأتي هذا في أعقاب اعتماد قانون الأمن السيبراني الشامل في عام 2025، والذي يتوقع تنفيذه بدءًا من العام المقبل. يهدف القانون إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية للأمة، لا سيما في ظل التحضير للانتخابات البرلمانية لعام 2026 التي تقليديًا تشهد زيادة في نشاط الاستخبارات الأجنبية داخل البلاد. في خضم هذا السياق، يعزز كل من الحكومة والقطاع الخاص الأرميني دفاعاتهما ضد موجة متزايدة من التهديدات السيبرانية. تتم تقوية هذه الجهود الدفاعية من خلال زيادة التعاون مع خبراء وشركات الأمن السيبراني الدولية، بهدف حماية القطاعات الرئيسية مثل المالية والإعلام ضد الاختراقات المحتملة. تشير تحليلات الحوادث السيبرانية الأخيرة إلى اتجاه مقلق للهجمات المستهدفة ضد المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام داخل أرمينيا. وقد ارتبطت هذه الهجمات في الغالب بجهات خارجية، مع اهتمام ملحوظ يعزى إلى الجهات الروسية. وقد دفعت هذه الاختراقات السلطات الأرمينية إلى تعزيز آليات الكشف عن التهديدات وردود الفعل، لضمان وجود استراتيجيات استجابة وتخفيف سريعة. ومن اللافت للنظر، أن المحللين الأمنيين لاحظوا توقفًا كبيرًا في عدوى برامج التجسس المرتبطة بالبرمجيات الشهيرة بيغاسوس. ونُسب هذا الانخفاض في نشاط برامج التجسس إلى التعاون الدولي الاستراتيجي والحملة المشتركة ضد الموردين ومستغلي هذه الأدوات الخبيثة. على الرغم من النجاح في الحد من برامج التجسس، تواجه أرمينيا تحديًا متزايدًا في الجرائم السيبرانية والاحتيال، لا سيما تلك التي ترتكب باستخدام أساليب معقدة مدفوعة بالذكاء الاصطناعي. تجد المؤسسات المالية نفسها بشكل متزايد في مرمى النيران من مجرمي الإنترنت الذين يستخدمون البرامج الضارة لاستغلال الثغرات ضمن الشبكات المصرفية. استجابةً لهذه التهديدات، توظف وكالات الأمن السيبراني الأرمنية تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة المتقدمة كخط دفاع حاسم. تساعد هذه الأدوات الحديثة في التنبؤ بالتهديدات المحتملة وتحيدها قبل أن تتسبب في أضرار كبيرة، مما يمثل تحولًا استراتيجيًا نحو موقف أمني استباقي. بالنظر إلى المستقبل، تظل الحكومة الأرمينية ملتزمة ببناء بيئة رقمية مرنة. فهي تركز على مواصلة تحديث وتنفيذ السياسات الأمنية السيبرانية، وتثقيف الأطراف المعنية، وتعزيز ثقافة الوعي الأمني عبر جميع القطاعات. هذه المبادرات تقف كحصن لأرمينيا ضد تعقيدات التهديدات السيبرانية المتصاعدة في عالم مترابط.