

لا نستطيع القول كيف حصل النائب هايك كونجوريان على منزل يُباع بسعر 420 ألف درام للمتر المربع وفق حساب بسيط قدره 300 ألف درام للمتر المربع. كيف أدار كونجوريان صفقة كهذه وادعى أنه وفّر 21 مليون درام؟ يمكن توضيح ذلك من قبل لجنة مكافحة الفساد أو جهاز إنفاذ القانون. أمس، في التاسع من ديسمبر، نشرت هتك مقالة بعنوان: هايك كونجوريان اشترى بيت تاون هاوس بسعر يقل كثيراً عن قيمة السوق. رد كونجوريان على هذا النشر، وكتب على صفحته في فيسبوك أن المقال كاذب وأن الوقائع المعروضة لا تتوافق مع الواقع. سحر وبؤس الصحافة الأرمنية كما يتضح من هذه المقالة. الإعلام الاستقصائي المسمى هتك قد أعد مقالاً كاذباً تماماً، يزعم أنني اشتريت بيت تاون هاوس بسعر يقل بكثير عن سعر السوق في قرية أرينج بمنطقة كوتايك. وقد اتصلوا بشركة مقاولات، استعلموا عن السعر السوقي الحالي للمنزل، ثم نشروا ذلك السعر كما لو أنه يشير إلى منزل اشتريته قبل أكثر من عام ونصف وحققوا رقماً فلكياً. عمداً أخفوا الأرقام التي كانت أقل بكثير من قيمة السوق والتي نشرتها صفحة الشركة على فيسبوك، والتي عُرضت على جميع المشترين. يعلم الجميع أن أثناء البناء تكون قيمة العقار أقل بكثير من قيمته عند الانتهاء. اشتريت المنزل بسعر السوق مع قرض رهن عقاري لمدة 20 عامًا في قرية أرينج. ومرة أخرى اقتنعت بأن جزءاً من الصحافة الأرمنية قد مات منذ زمن بعيد؛ فقط أنهم لا يُبلغون بأن المزاج يهبط. ملاحظة: بالمناسبة، ليس منزلًا مستقلاً بل بيت تاون هاوس. كتبوا البيت ليظهر الأمر بشكل أكثر درامية :). أما صفحة Milon Mining LLC على فيسبوك فإنشرت أن سعر متر المربع من المنازل السكنية يبدأ من 410 آلاف درام. وبالمقابل، كانت المساحة الداخلية للمنزل الذي اشتريته وفق بيانات لجنة الكاداستر 246 مترًا مربعًا، ومساحة المعيشة نحو 180 مترًا مربعًا. وبناء عليه ستكون قيمة المنزل 75,600,000 درام (180×420,000)، أي 21,600,000 درام أكثر مما ورد في إعلانك. يرجى تقديم معلومات حول ما يلي: كيف حدث أن اشتريت المنزل السكني بسعر يقل كثيراً عن السعر الذي أعلنت عنه الشركة؟ لم ينفِ كونجوريان أو يشرح المعلومات المقدمة بأي شكل من الأشكال. وهذا دفعنا للاعتقاد بشكل معقول بأن الحقائق المعروضة صحيحة. النائب، في منشوره العام، صرّح بأن المقال كاذب كلياً من رأسه إلى أخمص قدميه، علماً بأن الموضوع والوقائع كانت قد كُشفت قبل نشر المقال، ولكنه اختار عدم الرد بقصد توجيه اتهام علني للإعلام فيما بعد. في الأشهر الأخيرة، عندما يواجه أصحاب المناصب العامة مقالات صحفية تكشف حقائق، استهدفوا الإعلام والصحفيين. فهم يستعملون نزاهة الإعلام لإظهار أن معلومات كاذبة بشكل واضح تُنشر، إلى آخره. لكنهم ينسون أنهم أيضاً يجب أن يكونوا عادلين ومسؤولين ويجب عليهم توضيح مسائل المصلحة العامة. الأهمية العامة للمقال عن هايك كونجوريان هي أن النائب، بشرائه عقاراً بسعر أرخص من قيمة السوق، يملك حق استرداد ضريبة الدخل من ميزانية الدولة. في هذا السياق، هل يتفق سلوك كونجوريان مع مبادئ خدمة المصلحة العامة، والوفاء بالمصلحة العامة، والحياد والضمير، عندما لا يقدم توضيحات؟ لماذا يظن المسؤولون أنهم يستطيعون إلقاء دروس في السلوك بينما لا يخضعون للمساءلة أو يعملون بشفافية؟ قد تصبح هذه الأسئلة موضوع نقاش في لجنة الأخلاقيات في الجمعية الوطنية، إذا أنشأ هايك كونجوريان وزملاؤه لجنة مؤقتة مع أعضاء البرلمان لمناقشة مثل هذه القضايا وقضايا أخرى.