

تبحث النيابة العامة أخيرًا في تقرير 2015 الذي قدمه ناشطو البيئة حول جريمة استنزاف الحوض الآبارى في أرارات. ولم تُوجّه لائحة الاتهام إلى وزيري البيئة السابقين أرام هاروتيونيان وفاردان أيوفازيان، اللذان يُزعم أنهما قد منحهما تراخيص استخدام المياه تتجاوز الحد المسموح بنحو 1.6 مرة بين 2003 و2013 وبذلك أديا إلى حافة تصحر حقل أرارات، بل إلى شخص خاص هو مزارع أسماك مقيم في ماسيس يدعى كمو هامباردوميان، الذي توفي قبل عامين. في 2003 انتهت صلاحية ترخيص استخدام المياه الخاصة به، ولكنه لم يغلق البئر لأن لجنة المياه طالبت بإغلاقه مقابل 4 ملايين درام، وفق محامه دافيت دافيديان. في نهاية المطاف صُودرت الأربعة ملايين وأُغلق الملف. وأشار المحامي إلى أن عشر سنوات مضت ولم يَسعَ هامباردوميان لدفع خمسة ملايين إضافية بما أنه توفي. وقد أُعيد فتح القضية ضد هامباردوميان بناء على شكوى الناشط البيئي ليون غالستان ضد الوزراء السابقين. تقدم غالستان وغيرهم من الناشطين البيئيين في 2015، ثم في 2018 بعد تغير النظام، إلى مكتب النائب العام وإلى اللجنة التحقيقية لكشف سبب منح المسؤولين خلال 2008–2013 تراخيص استخدام مياه تتجاوز الحد المسموح بنحو 700 مليون متر مكعب، وذلك في الغالب لمزارع الأسماك. ووفق الشكوى، كان المسؤولون على صلة بقطاع تربية الأسماك. بدلًا من التحقيق في دوائر الفساد، أعاد مكتب النائب العام فتح 18 قضية تخص مستخدمي المياه كانت مُغلقة ومنتهية الصلاحية، بما فيها قضية هامباردوميان. كجزء من ذلك، استُدعي الناشط البيئي ليون غالستان إلى المحكمة في ماسيس بمحافظة أرارات. وفي جلسة 3 ديسمبر سعت المحكمة إلى إشراكه ليس كشاهد فحسب بل كمدعٍ أيضًا. رفض غالستان المشاركة قائلًا إنه لا يعلم عن الرجل شيئًا ولا يستطيع الشهادة، وإن دعواه تخص المسؤولين. بعدها قال غالستان لـ Epress.am إنه يُجَر إلى قضايا لا يعرفها منذ 2020. وأوضح أنه أُحضِر إلى التحقيق في أرمفير، وعُرضت عليه وثائق ليطلع على مقدار الغرامات المفروضة على أشخاص مختلفين—خمسة ملايين، وعشرة ملايين، وهكذا—لكنه كان يرفع دعاوى ضد المسؤولين. على سبيل المثال، يُزعم أن أرام هاروتيونيان، الذي هو حاليًا في الخارج، أخذ رشوة قدرها 14 مليون دولار من سيلفا هامباردوميان؛ كما أن مسؤولًا آخر في الوزارة وقع تراخيص استخدام المياه ويعمل الآن كخبير مستقل؛ أو فاردان أيوفازيان، الذي يشارك في قضية ثروة غير مشروعة. تم تفريع القضية وتحميلها على مستخدمي المياه الأفراد — مزارع أسماك، مصنع، ومزارع يروّي. لكن المشكلة هي منهجية: كان المسؤولون مالكي هذه المزارع السمكية التي تستخرج المياه، سواء بشكل حقيقي أم مخفي. كما أشير إلى أن دراسات دولية أُجريت في 2012–2015 وجدت أن السحب المفرط للمياه في أرارات أدى إلى خفض الضغط الارتوازي بنحو النصف تقريبًا، وانخفضت مستويات المياه الجوفية حتى 17 مترًا، وجفت بحيرة أيغر، وانخفض مفيض نهر متسومور بنحو 10–12 مرة، وبحلول 2016 انخفضت احتياطات مياه الحوض الآبارى بمقدار 170 مليون متر مكعب.