

لقد قامت ناسا بتقليص برامجها طوال العالم، بما في ذلك طرد معهد غودارد للدراسات الفضائية (GISS) من مبناه، وطلبها من الموظفين قبول عروض تقاعد مبكر، وتخفيض تمويل بعض من أهم مراكزه البحثية. نظرًا لأن ميزانية الإدارة الأمريكية المقترحة لعام 2026 دعت إلى خفض في ميزانية ناسا بنسبة 24%، بما في ذلك خفض قدره 47% في جهودها العلمية، قد يبدو أن هذا أمر يجب على وكالة الفضاء القيام به. المضحك في الأمر، مع ذلك: إنها ميزانية مقترحة. أما الميزانية الفعلية فلابد أن يقرها الكونغرس. بينما سننتظر حتى تتفاوض الهيئة التشريعية على إنهاء إغلاق الحكومة، تبدو المؤشرات المبكرة أنها لن تقطع ميزانية ناسا على الإطلاق. بمعنى آخر، كل الضرر الذي لحق هذا العام قد يكون بلا فائدة. لدى Space.com تقرير ممتاز حول ما يجري، ويشير إلى أن المعينين من إدارة ترامب كانوا يوجهون ناسا لإعادة تشكيلها وفقاً لصورة الاقتراح. إنها رؤية مدمرة — الأجهزة المخصصة التي لا يمكن استبدالها بسهولة تختفي ببساطة، ومعها علماء رئيسيون يمتلكون معرفة عميقة تنظيمياً وتقنياً. وهذه ضربات محتملة دائمة لا يمكن عكسها بسهولة، إن أمكن ذلك أصلاً. المأساة الحقيقية، مع ذلك، هي أن الأمر لم يكن قابلاً لتجنّبه فحسب، بل لا ينبغي أن يحدث على الإطلاق. كما يكشف تقرير Space.com، فإن الكثير من هذا التوجه أُعلن صراحةً بأنه ينسجم مع الميزانية المقترحة. ومع ذلك، فإن لجان المخصصات في مجلس النواب ومجلس الشيوخ — وبأغلبية جمهورية في كلا المجلسين — قد طرحت بالفعل مشاريع قوانين تحافظ على تمويل ناسا عند مستوى العام الماضي. بمعنى آخر، لقد رفض الكونغرس الجمهوري بالفعل الاقتراح الذي قدمته إدارة ترامب. فلماذا إذن تحدث هذه التخفيضات على أي حال؟