خلال زيارتها الرسمية إلى أرمينيا، قامت الملكة ماتيلد، ملكة بلجيكا، مصاحبةً بوزيرة التربية والعلوم والثقافة والرياضة جوانا أندرياسيان، بزيارة جامعة يريفان الحكومية وفقاً لوزارة التربية والتعليم والعلوم والثقافة والرياضة. في قاعة المجلس العلمي بالجامعة التقت بأعضاء هيئة التدريس وباحثيها، وكذلك الطلاب من كليات علم الاجتماع، وكلية القانون، والعلاقات الدولية، والجغرافيا وعلوم الأرض، والاقتصاد والإدارة، وعلوم الأحياء. خلال المناقشات تبادلوا الأفكار والمقاربات المتعلقة بإمكانيات تنفيذ أهداف التنمية المستدامة. رحبت الوزيرة جوانا أندرياسيان بالضيفة الكبيرة وشددت على أهمية الزيارة إلى جمهورية أرمينيا، ولا سيما إلى جامعة يريفان الحكومية. وأشارت إلى أن الملكة البلجيكية، كراعية لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، تلعب دوراً هاماً في الأجندة العالمية من خلال تعزيز قيم التعليم والتضامن الاجتماعي والتنمية المستدامة. وتوافقت مع الأولويات الوطنية لأرمينيا، لا سيما في التعليم وتمكين الشباب، وقالت إن الوزارة ملتزمة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، كما يتضح في وثيقة السياسة الاستراتيجية للوزارة وبرامج القطاع. وأعربت أندرياسيان عن ثقتها بأن زيارة الملكة البلجيكية ستعزز التعاون الثنائي وتفتح آفاق جديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. تركّز جهودنا بشكل خاص على ضمان التعليم الشامل والجيد، وتعزيز الابتكار والبحث، وتشجيع التنوع الثقافي، وزيادة مشاركة الشباب، وكلها عناصر مهمة من التنمية المستدامة. وفي خطابها أكدت الملكة البلجيكية أن التعليم حق أساسي للجميع. ويساهم التعليم في التنمية الشخصية، وهو مفتاح لمستقبل أفضل لمليارات البشر. لقد أعلنت الأمم المتحدة أن التعليم أولوية ضمن أهداف التنمية المستدامة التي ينبغي تحقيقها بحلول عام 2030، وأضافت أن وجود شباب متعلم يمثل إمكانات هائلة. وفي رأيها، يجب أن يكون التعليم عالي الجودة ومتوافرًا في الوقت المناسب أولوية، لأنه يشكل أساس الدولة الاجتماعية وتطوير رأس المال البشري. كما أن تعليم الفتيات والنساء وسيلة هامة للتمكين ومكافحة التمييز القائم على النوع الاجتماعي. وقالت: سأزور غداً روضة أطفال لتسليط الضوء على أهمية بدء تعليم كل طفل مبكراً. ولاحظت أن الأنظمة التعليمية واجهت تحديات هائلة ومعقدة في السنوات الأخيرة؛ فمثلاً قبل خمس سنوات أفسدت جائحة كوفيد-19 النظام، وخلقت مشاكل كثيرة، وفي مناطق النزاع توقفت عمليات التدريس أيضاً، مما جعل الشباب أكثر عرضة. وتناولت الملكة البلجيكية أيضاً أثر الذكاء الاصطناعي على التدريس، مستشهدةً بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن التكنولوجيا يجب أن تكون خادمة لنا وليست سادتنا. استقبل رئيس جامعة يريفان الحكومية هوفهانيس هوفهانيسيان الضيفة الكبيرة، وشرح لها أعمال الجامعة وبرامجها الجارية وإنجازاتها الأخيرة. وفي إطار مهمتها، تناقش الجامعة قضايا متعددة منها جودة التعليم والبحث والابتكار وخدماتها العامة. وباعتبارها المركز الأكاديمي والبحثي الرائد في أرمينيا، تعترف الجامعة بمسؤوليتها والتزامها بترويج مبادئ التنمية المستدامة من خلال الأنشطة التعليمية والبحثية، وفق ما صرّح به رئيس الجامعة. وخلال الاجتماع في قاعة المجلس الأكاديمي للجامعة، قُدمت للملكة البلجيكية عملة تذكارية بمناسبة مئوية الجامعة. وبعد الاجتماع، عُقد نقاش في مكتب رئيس الجامعة حيث أجرت الملكة محادثات أكثر مباشرة مع عدد من الطلاب. ومن ثم أتاح اللقاء فرصة لسماع أفكار الطلاب وآرائهم ولمناقشة مبادرات تهدف إلى أهداف التنمية المستدامة. وخلال الزيارة الرسمية إلى أرمينيا ستزور الملكة البلجيكية مركز تومو للتقنيات الإبداعية أيضًا برفقة الوزيرة جوانا أندرياسيان. قام الضيوف رفيعو المستوى بجولة في المركز، وتعرفوا على أنشطته، واطلعوا على البرامج التعليمية وتحدثوا مع الطلاب. كما تابعوا عروض فرقة زرانغي الموسيقية ضمن مشروع تومو. وباعتبارها راعية لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ستستمر زيارة العمل للملكة البلجيكية إلى أرمينيا حتى 15 أكتوبر.